رياح التغيير في السعودية مع الهيئه

وكالات ( ناين ) واشنطن : يمر المجتمع السعودى بحالة من التغير وهو ما سيؤدى حتماًًً الى تغير فى هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر حيث طالب بعض أعضاء مجلس الشورى بإعادة هيكلة الهيئة، وهدد قادة سيارات الأجر بمقاضاة رجال الهيئة لتدخلهم فى عمل السائقين ، قالت صحيفة "جلوبال بوست" الأمريكية، فى سابقة هى الأولى من نوعها فى تاريخ الهيئة اعتذر عبدالعزيز الحمين الرئيس الجديد لجهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لشهر الماضى لمواطن سعودى عما بدر من الهيئة تجاهه وتجاه زوجته التى ظن رجال الهيئة أنه يقبلها فى مكان عام، ثم أصدر الحمين قراراًً باعفاء مدير الإعلام والعلاقات العامة أحمد الجردان من مهام منصبه.
وقالت الصحيفة أصبحت المملكة مشدودة بين تيارين إجتماعيين يتصارعان ببطء، أولهما تيار يسعى نحو الإنفتاح وتحديث المجتمع السعودى، والآخر يرغب فى بقاء الوضع بالمملكة كما هو رافضاًً كل ماهو أجنبى، وتعد هيئة الأمر بالمعروف فى طليعة التيار الثانى، وأحد الحقائق الثابتة فى المملكة ان الكثير من السعوديين يخشون رجال الهيئة ولايحبونهم، لتدخلهم فى حياة الناس بحجة حماية القيم والفضائل الإسلامية.
وفى السنوات الأخيرة تعرض مسئولو الهيئة للإستجواب ليس فقط للشكل غير الملائم الذى تتدخل به الهيئة ولكن لفقدان البعض أرواحهم بسبب تدخل الهيئة أو بسبب محاولة البعض الهروب من رجالها، ففى عام 2002 تعرضت الهيئة للنقد الشديد بعد وفاة عدد من الفتيات فى مدرسة بسبب منع رجال الهيئة لرجال الإطفاء من الدخول للمبنى، ومنذ عام قتل شابان وفتاتان كانوا يحاولون الهرب بسيارة من رجال الهيئة خشية القبض عليهم لمخالفتهم قانون عدم الإختلاط،يقول الصحفى السعودى نجاح العصيمى " ان الناس تغيرت فى السعودية فقد كانوا يؤمنون تماماًً بما تفعله الهيئة، لكن رجال الهيئة فقدوا مصداقيتهم واصبح السعوديون يفسرون ما يجرى بعقلانية "
وأضافت الصحيفة ان العاهل السعودى الملك عبدالله بن عبدالعزيز أقال فى فبراير الماضى رئيس الهيئة السابق إبراهيم الغيث، وعين بدلاًً منه عبدالعزيز الحمين، وهذه الخطوة التى إتخذها الملك عبدالله، الى جانب ميل المجتمع لتخفيف القبضة عن الإختلاط بين الجنسين والذى أعاق فاعاليات ثقافية كثيرة فى الماضى، شجعا الأصوات المنادية بتقليص دور الهيئة ومهامها أو منحها مهام جديدة كحملات مكافحة المخدرات.
وضربت الصحيفة أمثلة حدث فيها إختلاط فى المجتمع مثل مهرجان الجنادرية الثقافى لهذا العام، ومعرض الكتاب الدولى بالرياض، ومؤتمر الرياض لمكافحة العنف ضد الأطفال، ومهرجان الدمام السينمائى الأول، كل هذه الفاعليات التى حدث فيها نوع من الإختلاط بشكل أو بآخر ولم تشهد أى خروج عن نص المجتمع السعودى وقيمه شجعت على المزيد من التحدى لتدخل الهيئة غير المعقول فى حياة الناس.
فقد هدد قادة سيارات الأجر بمقاضاة رجال الهيئة لإعتراضهم على قيام السائقيين السعوديين بتوصيل النساء والفتيات، ايضاًًً إنتقد بعض أعضاء مجلس الشورى تصرفات رجال الهيئة خاصة القيام بالتدقيق فى هواتف السعوديين المحمولة، وطالب هؤلاء الأعضاء بإعادة هيكلة الهيئة، وهو ما يعنى تغيير بنيتها التنظيمية ومهامها فى المجتمع.
وفى مقابل هذه الدعوات جاءت دعوات مناهضة تدافع عن الهيئة ودورها، فقد طالب 35 من رجال الدين المعروفين بتحفظهم الشديد علانية بمنع الموسيقى من التليفزيون السعودى ومنع ظهور المرأة على شاشة التليفزيون أو فى الصحف.
وأوردت الصحيفة تصريحات أحد رجال الدين لوكالة "اسوشيتد برس" والتى جاء فيها " لقد لاحظنا الفساد المنتشر فى التليفزيون والراديو والصحافة والمنتديات الثقافية ومعرض الكتاب، ولايجب ان تظهر المرأة السعودية على شاشة التليفزيون مهما كانت الأسباب".
وبالرغم مما تتعرض له هيئة الأمر بالمعروف فإنها لن تختفى من حياة السعوديين، حيث يرى البعض أنها جزء من حقيقة كون المجتمع إسلامياًً ويؤيدون ما تفعله، وفى المقابل صرح عبدالمحسن القفارى المتحدث باسم الهيئة " ان الهيئة بصدد تحسين صورتها ومع ذلك بصدد تأكيد حقيقة ما تفعله

"

» أنظروا ماذا فعل شاب كويتي بعلم السعودية !!!